في سالف الزمان عاش رجل عنده سبعة من الأولاد ، و كانت أمنيته الوحيدة في الحياة هي أن يرزقه الله ولو بنتا واحدة ، لكن ذلك لم يحدث .. حتى جاءته زوجته ذات يوم ، و بشرته بقدوم طفل جديد . و عندما وضعت الزوجة مولودها كانت بنتا ، فكانت فرحة الرجل بها عظيمة . لكن الطفلة كانت في غاية الشحوب ، و غاية الصغر ؛ فرأى الأب أن يعمدها1 في المنزل لضعفها الشديد فبعث بأحد أولاده ليجلب بسرعة بعض الماء من البئر القريب من أجل العماد فرافقه باقي أخوته ، و بينما هم يتسابقون من يجلب الماء و يعود به أولا .. سقط الدلو منهم داخل البئر و لم يستطيعوا استخراجه ، فوقفوا حائرين ، ولم يجرؤ أي منهم على العودة للمنزل بدون الماء .
عندما تأخر الصبية ، أخذ الأب يفقد صبره شيئا فشيئا ، و يقول :
- هؤلاء الملاعين .. لابد أنهم انشغلوا باللعب ونسوا امر الماء
وبمرور الوقت أخذ قلق الأب يزداد من ان تموت طفلته الصغيرة دون أن تعمد , حتى وصل إلى قمة الغضب فصاح :
- لكم اتمنى ان يتحول هؤلاء الأشقياء إلى غربان
ولم يكد الأب يتم كلماته حتى سمع حفيف اجنحة فى الهواء فوقه , وعندما رفع رأسه كان سبعة من الغربان فى سواد الفحم يحلقون إلى بعيد.
ظل الأبوان يحاولان مرارا إبطال تلك اللعنة فلم يستطيعا , لكن وبرغم حزنهما الشديد لفقد أولادهما السبعة بهذه الطريقة المحزنة , فقد وجدا بعض العزاء فى تلك البنت الصغيرة التى سريعا ما نمت واشتد عودها وأخذ جمالها يزداد يوما بعد يوم . ولوقت طويل ..عاشت الصغيرة لا تعلم شيئا عن اخوتها السبعة الذين كانوا لها ذات يوم حيث كان أبواها يخفيان الأمر عنها جيدا , حتى جاء يوم سمعت فيه بعض الأشخاص يتهامسون عنها ، و يقولون :
- هى بالطبع فتاة جميلة , لكن إن كان هناك من يتحمل اللوم على ماحدث لإخوتها السبعة فيجب ان تكون هى!
فاضطربت الفتاة , واسرعت إلى والديها لتسألهما إن كان لها حقا سبعة من الأخوة, وماذا حدث لهم ؟! .. عندها لم يستطع الأبوان كتمان الإمر , فأخبراها بما حدث , وقالا أن ما أصاب إخوتها كان إرادة الله , وأن مولدها لم يكن إلا سببا بريئا ليتم القدر , ومع ذلك أخذ الأمر يثقل قلب الفتاة يوما بعد يوم حتى قررت أنها يجب أن تنقذ إخوتها , وهكذا لم تعرف طعم الراحة حتى تسللت خفية , وانطلقت إلى العالم الكبير باحثة عن إخوتها لتحررهم من تلك اللعنة مهما كلفها الإمر. لم تأخذ معها إلا خاتم صغير لوالديها كتذكار ، و كسرة خبز لتقيها الجوع ، و جرعة ماء لتقيا العطش ، و كرسي صغير من أجل تعب الطريق . من هنا أخذت الفتاة الصغيرة تسير و تسير بلا توقف ، و بعيدا بعيدا حتى وصلت إلى آخر العالم ، فتابعت إلى الشمس ، لكنها كانت حارة جدا ، و مخيفة ، و شهيتها مفتوحة للأطفال الصغار .. فهربت الفتاة سريعا إلى القمر الذي كان هو الآخر في غاية البرودة ، و كذلك مرعب ، و شرير جدا ، و عندما لمح الفتاة الصغيرة قال :
- أنا أشـُم ... أنا أشـُم رائحة لحم إنسان !
و هكذا انطلقت الفتاة سريعا و لجأت إلى النجوم التي كانت حنونة و طيبة معها ، و كل نجمة كانت قد جلست على مقعدها الخاص ، لكن نجمة الصباح قامت ، و أهدت الفتاة الصغيرة ساق دجاجة ، و قالت :
- بدون ساق الدجاجة تلك لن تستطيعي فتح بوابة الجبل الزجاجي .. و في الجبل الزجاجي يسكن أخوتك
أخذت الفتاة ساق الدجاجة ولفتها جيدا في قطعة من القماش ، وانطلقت مرة أخرى في طريقها حتى وصلت إلى الجبل الزجاجي ، و عندما وجدت الباب مغلقا أرادت أن تخرج ساق الدجاجة لتفتحه ، لكن ما أن حلّت الفتاة قطعة القماش حتى و جدتها خالية و قد فقدت هدية النجمة الطيبة . ماذا ستفعل الآن ؟ .. لقد كانت تتمنى أن تنقذ أخوتها ، و الآن لم يعد لديها مفتاح للجبل الزجاجي . الأخت الطيبة فكرت قليلا ، ثم أخرجت سكينا و قامت بقطع أصبع من أصابعها الصغيرة ، و وضعته في القفل ، و نجحت أخيرا في فتح باب الجبل الزجاجي .
عندما تقدمت الفتاة إلى الداخل اقترب منها قزم ، و قال :
- بنيتي الصغيرة .. عمّ تبحثين ؟
فقالت الفتاة :
- أنا أبحث عن إخوتي .. الغربان السبعة
فرد القزم :
- إن سادتي الغربان ليسوا هنا الآن ، لكن – إن أردت – يمكنك انتظارهم
قالها ، و راح يعد العشاء للغربان في سبعة أطباق صغيرة ، و سبعة أكواب .. فأخذت الفتاة الصغيرة قضمة من كل طبق ، و رشفة من كل كوب ، وفي الكوب الأخير أسقطت الخاتم الذي كانت تحمله معها .
و فجأة .. سمعت صوت حفيف ، و حركة في الهواء ، فقال القزم :
- أنهم سادتي الغربان قد وصلوا
عندها دخلوا و أرادوا أن يتناولوا عشاءهم فبحثوا عن أطباقهم ، و أكوابهم ، لكنهم أخذوا يصيحون واحدا وراء الآخر :
- من أكل من طبقي .. من شرب من كوبي .. أنها آثار فم إنسان !
- من أكل من طبقي .. من شرب من كوبي .. أنها آثار فم إنسان !
حتى وصل سابعهم إلى قاع كوبه وتدحرج الخاتم إلى منقاره , وعندما رآه عرف أن ذلك الخاتم يخص أباه وأمه , فصاح :
- لكم أتمنى ان تكون أختنا هنا الآن..عندها فقط نصبح أحرارا
وعندما سمعت الأخت التى كانت تختفى خلف الباب تلك الأمنية..انطلقت إليهم , وفى تلك اللحظة عاد الغربان السبعة إلى صورتهم الآدمية من جديد , فأخذوا يتعانقون ويقبلون بعضهم بعضا , وعادوا جميعا إلى المنزل ليعيشوا فى سعادة وهناء.
عندما تأخر الصبية ، أخذ الأب يفقد صبره شيئا فشيئا ، و يقول :
- هؤلاء الملاعين .. لابد أنهم انشغلوا باللعب ونسوا امر الماء
وبمرور الوقت أخذ قلق الأب يزداد من ان تموت طفلته الصغيرة دون أن تعمد , حتى وصل إلى قمة الغضب فصاح :
- لكم اتمنى ان يتحول هؤلاء الأشقياء إلى غربان
ولم يكد الأب يتم كلماته حتى سمع حفيف اجنحة فى الهواء فوقه , وعندما رفع رأسه كان سبعة من الغربان فى سواد الفحم يحلقون إلى بعيد.
ظل الأبوان يحاولان مرارا إبطال تلك اللعنة فلم يستطيعا , لكن وبرغم حزنهما الشديد لفقد أولادهما السبعة بهذه الطريقة المحزنة , فقد وجدا بعض العزاء فى تلك البنت الصغيرة التى سريعا ما نمت واشتد عودها وأخذ جمالها يزداد يوما بعد يوم . ولوقت طويل ..عاشت الصغيرة لا تعلم شيئا عن اخوتها السبعة الذين كانوا لها ذات يوم حيث كان أبواها يخفيان الأمر عنها جيدا , حتى جاء يوم سمعت فيه بعض الأشخاص يتهامسون عنها ، و يقولون :
- هى بالطبع فتاة جميلة , لكن إن كان هناك من يتحمل اللوم على ماحدث لإخوتها السبعة فيجب ان تكون هى!
فاضطربت الفتاة , واسرعت إلى والديها لتسألهما إن كان لها حقا سبعة من الأخوة, وماذا حدث لهم ؟! .. عندها لم يستطع الأبوان كتمان الإمر , فأخبراها بما حدث , وقالا أن ما أصاب إخوتها كان إرادة الله , وأن مولدها لم يكن إلا سببا بريئا ليتم القدر , ومع ذلك أخذ الأمر يثقل قلب الفتاة يوما بعد يوم حتى قررت أنها يجب أن تنقذ إخوتها , وهكذا لم تعرف طعم الراحة حتى تسللت خفية , وانطلقت إلى العالم الكبير باحثة عن إخوتها لتحررهم من تلك اللعنة مهما كلفها الإمر. لم تأخذ معها إلا خاتم صغير لوالديها كتذكار ، و كسرة خبز لتقيها الجوع ، و جرعة ماء لتقيا العطش ، و كرسي صغير من أجل تعب الطريق . من هنا أخذت الفتاة الصغيرة تسير و تسير بلا توقف ، و بعيدا بعيدا حتى وصلت إلى آخر العالم ، فتابعت إلى الشمس ، لكنها كانت حارة جدا ، و مخيفة ، و شهيتها مفتوحة للأطفال الصغار .. فهربت الفتاة سريعا إلى القمر الذي كان هو الآخر في غاية البرودة ، و كذلك مرعب ، و شرير جدا ، و عندما لمح الفتاة الصغيرة قال :
- أنا أشـُم ... أنا أشـُم رائحة لحم إنسان !
و هكذا انطلقت الفتاة سريعا و لجأت إلى النجوم التي كانت حنونة و طيبة معها ، و كل نجمة كانت قد جلست على مقعدها الخاص ، لكن نجمة الصباح قامت ، و أهدت الفتاة الصغيرة ساق دجاجة ، و قالت :
- بدون ساق الدجاجة تلك لن تستطيعي فتح بوابة الجبل الزجاجي .. و في الجبل الزجاجي يسكن أخوتك
أخذت الفتاة ساق الدجاجة ولفتها جيدا في قطعة من القماش ، وانطلقت مرة أخرى في طريقها حتى وصلت إلى الجبل الزجاجي ، و عندما وجدت الباب مغلقا أرادت أن تخرج ساق الدجاجة لتفتحه ، لكن ما أن حلّت الفتاة قطعة القماش حتى و جدتها خالية و قد فقدت هدية النجمة الطيبة . ماذا ستفعل الآن ؟ .. لقد كانت تتمنى أن تنقذ أخوتها ، و الآن لم يعد لديها مفتاح للجبل الزجاجي . الأخت الطيبة فكرت قليلا ، ثم أخرجت سكينا و قامت بقطع أصبع من أصابعها الصغيرة ، و وضعته في القفل ، و نجحت أخيرا في فتح باب الجبل الزجاجي .
عندما تقدمت الفتاة إلى الداخل اقترب منها قزم ، و قال :
- بنيتي الصغيرة .. عمّ تبحثين ؟
فقالت الفتاة :
- أنا أبحث عن إخوتي .. الغربان السبعة
فرد القزم :
- إن سادتي الغربان ليسوا هنا الآن ، لكن – إن أردت – يمكنك انتظارهم
قالها ، و راح يعد العشاء للغربان في سبعة أطباق صغيرة ، و سبعة أكواب .. فأخذت الفتاة الصغيرة قضمة من كل طبق ، و رشفة من كل كوب ، وفي الكوب الأخير أسقطت الخاتم الذي كانت تحمله معها .
و فجأة .. سمعت صوت حفيف ، و حركة في الهواء ، فقال القزم :
- أنهم سادتي الغربان قد وصلوا
عندها دخلوا و أرادوا أن يتناولوا عشاءهم فبحثوا عن أطباقهم ، و أكوابهم ، لكنهم أخذوا يصيحون واحدا وراء الآخر :
- من أكل من طبقي .. من شرب من كوبي .. أنها آثار فم إنسان !
- من أكل من طبقي .. من شرب من كوبي .. أنها آثار فم إنسان !
حتى وصل سابعهم إلى قاع كوبه وتدحرج الخاتم إلى منقاره , وعندما رآه عرف أن ذلك الخاتم يخص أباه وأمه , فصاح :
- لكم أتمنى ان تكون أختنا هنا الآن..عندها فقط نصبح أحرارا
وعندما سمعت الأخت التى كانت تختفى خلف الباب تلك الأمنية..انطلقت إليهم , وفى تلك اللحظة عاد الغربان السبعة إلى صورتهم الآدمية من جديد , فأخذوا يتعانقون ويقبلون بعضهم بعضا , وعادوا جميعا إلى المنزل ليعيشوا فى سعادة وهناء.
-------------------------
1) العماد هو طقس ديني في المسيحية يتم في الكنيسة عادة ، و يتم فيه غمر الطفل بالماء الطاهر في طقوس خاصة و بدون العماد لا يقبل الإنسان كمسيحي بعد الموت
The Seven Ravens By Jacob and Wilhelm Grimm
الأخوان غريم: ياكوب غريم (Jacob Grimm) - (هاناوْ، 1785 م- برلين 1868 م) وأخوه فيلهلم غريم (Wilhelm Grimm) - (هاناو، 1786 م- برلين، 1859 م). كان الأول لغويا وكاتبا ألمانيا. قام بمعية أخيه بتجميع العديد من القصص الشعبية الألمانية وتخريجها في كتاب (حكايات للأطفال).ومن بين هذه القصص قصة بيضاء الثلج وذات الرداء الأحمر. "المصدر : ويكيبيديا"